المشاركات

استمرار الذاكرة " النقد النفسي "

صورة
  لوحة سلفادور دالي الشهيرة، استمرار الذاكرة (1931). تعتبر لوحة استمرار الذاكرة، بساعاتها الذائبة الشهيرة التي تتدلى عبر المناظر الطبيعية القاحلة والأشكال الغريبة، واحدة من أكثر أعمال الفن السريالي شهرة. لقد ابتكر سلفادور دالي، المتأثر بشدة بنظريات سيجموند فرويد في التحليل النفسي، هذه اللوحة كوسيلة لاستكشاف العالم غير العقلاني للأحلام واللاوعي. من منظور النقد النفسي، لا يعد هذا العمل الفني مجرد تجربة بصرية؛ بل يمثل تحقيقًا أعمق في النفس البشرية والوقت والطبيعة الهشة للذاكرة.   كانت السريالية، الحركة الفنية التي ينتمي إليها دالي، تهدف إلى الوصول إلى العقل اللاواعي وإحضار محتوياته المخفية إلى عالم الوعي. فاللاوعي، في علم النفس الفرويدي، يضم رغباتنا المكبوتة ومخاوفنا وذكرياتنا، التي تظهر على السطح في الأحلام. ويمكن تفسير ساعات دالي الذائبة كرموز للسيولة والتجربة الذاتية للوقت داخل اللاوعي. وعلى عكس المفهوم الخطي الجامد للوقت في الحياة اليقظة، يرى اللاوعي الوقت على أنه قابل للتغيير ومشوه - تمامًا مثل الساعات في اللوحة. وهذا التشويه الشبيه بالأحلام هو السمة المميزة لهدف السريا...

Christina's world

صورة
  عمل آندرو ويث بعنوان " عالم كريستينا " عام 1948 هي واحدة من اشهر اللوحات الامريكية في القرن العشرين.  العمل يصور امرأة شابة نراها من الخلف، وهي ترتدي ثوبًا ورديًا وتستلقي في حقل عشبي. ورغم أنها تبدو في وضعية هدوء، إلا أن جذعها، الذي يستند إلى ذراعيها، يبدو متيقظًا بشكل غريب؛ حيث تبدو ظلها متوترة، ومتجمدة تقريبًا، مما يعطي الانطباع بأنها ثابتة على الأرض. وهي تحدق في مزرعة بعيدة ومجموعة من المباني الخارجية، قديمة ورمادية اللون في انسجام مع العشب الجاف والسماء الملبدة بالغيوم.  وقد استوحيت هذه اللوحة من جارة وايت آنا كريستينا أولسون، وهي واحدة من أربع لوحات لوايت تظهر فيها. عندما كانت فتاة صغيرة، أصيبت أولسون بحالة عضلية تنكسية - ربما شلل الأطفال - جعلتها غير قادرة على المشي. رفضت استخدام كرسي متحرك، مفضلة الزحف، كما هو موضح هنا، باستخدام ذراعيها لسحب الجزء السفلي من جسدها. وأوضحت وايت: "كان التحدي بالنسبة لي هو تحقيق العدالة لغزوها الاستثنائي لحياة يعتبرها معظم الناس ميؤوسًا منها". وقد تمكن ويث من من ايصال المحتوى النفسي ببراعة اذ ان اللوحة ذات مغزى نفسي وحالة ذهنية...

On White II

صورة
  هذه اللوحة للفنان فاسيلي كاندنسكي وتصنف ضمن الفنون الحديثة تحديداً" الباوهاوس" تتميز اللوحة بالتباين بين الالوان، المساحة البيضاء الكبيرة في لوحة  ليست مجرد خلفية - إنها عنصر أساسي في التكوين. بالنسبة لكاندنسكي، يرمز اللون الأبيض إلى النقاء والسلام والإمكانات اللانهائية.وعلى النقيض من ذلك، فإن وجود الأشكال السوداء يخترق هذا الهدوء. غالبًا ما يرمز اللون الأسود في أعمال كاندنسكي إلى نهاية شيء ما أو حاجز.تشير الأشكال السوداء إلى قوى النفي أو التوتر أو التدمير، حيث تقاطع المساحة البيضاء. اما بالنسبة للأشكال الهندسية والألوان الجريئة لاستحضار شعور بالحركة الديناميكية والتوازن. تهيمن على اللوحة منطقة بيضاء كبيرة، ترمز إلى النقاء والإمكانية والعالم الروحي. على النقيض من ذلك، غالبًا ما تمثل الأشكال السوداء في اللوحة النفي أو العقبات. يسلط التوتر بين هذين اللونين الضوء على اعتقاد كاندنسكي بثنائية القوى - الخلق مقابل الدمار، النور مقابل الظلام - كل منها يلعب دورًا حيويًا في التوازن العالمي.تم ترتيب هذه الألوان في أشكال وخطوط تبدو وكأنها تتحرك وتطفو عبر القماش، مما يخلق شعورًا بال...

لوحة " الصرخة "

صورة
 لوحة "الصرخة"هي احد اشهر اعمال الفنان إدوارد مونش الذي أنتجت عام  1863-1944 والتي تنتمي  الى المدرسة التعبيرية. تعبر اللوحة عن القلق والخوف وحقق ذالك بتعابير الشخص الذي يتوسط اللوحة تقريباً، وهو يعتبر محور التركيز في اللوحة والذي على اساسه تم بناء اجزاء اللوحة. الفنان اعتمد على تضارب الالوان في اللوحة والذي يشكل على تضارب المشاعر التي يريد ايصالها الفنان للمتلقي للوحة، تنوعت الالوان بين الالوان الباردة والدافئة. اذا تم التدقيق في معاني الالوان فان اللون الاحمر يريد الفنان الدلالة به على الخطر والاستنفار، اما عن الازرق فهو يدل على القلق والاكتئاب. نرى ان الشخص الذي يصرخ على حفة جسر ممتد وخلفه شخصان يسيران في على امتداد الجسر واعتمد الفنان على الخطوط الانسيابية والتي تعطي ارشاد الى عين المشاهد للتحرك لاجزاء اللوحة بشكل سلس.  كتشريح دقيق للوحة، يتوسط اللوحة شخص يصرخ على امتداد جسر وتعابيره مرعوبة تدل على الخوف الشديد، ايضاً هناك شخصان يسيران خلف الشخص المرعوب. اعتمد الفنان على الحركه كأسلوب رئيسي في اللوحة، اما عن الالوان فالفنان اعتمد على اللون الازرق، الاحمر، البرتقا...

لوحة " معركة سان رومانو "

صورة
  لوحة " معركة سان رومانو " للفنان بابلو اوشيللو عام  1397-1475. يعتبر الفنان بابلو من المتميزين الذين اعتنقوا الفن القوطي و المنظوري  والتي تتميز بالمنظور المكون من ثلاث مستويات.   . وفي هذه اللوحة ركز الفنان على اظهار التفاصيل التي حدثت في المعركة آنذاك وجمعها في ايطار واحد، وهذا ما جعل العمل معقد نوعاً ما إذ لاحظت الكاتبة في المستوى الاول يوجد الخيول والاشخاص التي هي المحور الاساسي للوحة. اما عن التباين اللوني والنور والظل فقد اعتمد الفنان على توظيف الظل والنور لخلق المنظور والتباين بين المستويات، ايضاً ركز الفنان على تجسيد الحركة في اللوحة وتم تجسيدها باستخدام اوضاع وزوايا مختلفه للخيول والمحاربين.  كما ذكرت الكاتبة سابقاً ان اللوحة تتكون من ثلاث مستويات، المستوى الاول الذي يحتوي على الخيول والمحاربين، اما عن المستوى الثاني فهو يحتوي على النباتات والاغصان، وننتهي بالمستوى الاخير والثالث والذي يحتوي على الجبال من منظور بعيد.  وكتشريح دقيق للوحة، المحور الرئيسي للوحة هو الخيول والمحاربين إذ ان الفنان خلق تباين لوني من حيث تنوع الوان الخيول. اما بالنس...